عنوان الكتاب : آفاق المصطلح النقدي التشكيلي العربي المعاصر بين تبعات تقديس الفن ورهان الانفتاح على ما لا يعبر للفن
المؤلف: محمد بن حمودة
اللغة: عربية
سنة الإصدار: 2023
دار النشر: خطوط و ظلال للنشر و التوزبع
الإيداع القانوني: 9789923406397
يبدو أن الفن المعاصر يشكل قضية كبرى بالنسبة للإبداعية التشكيلية العربية. و قد عبّرتُ شخصيا عن حدة هذا الارتباك لدى المواطن العربي من خلال عنوان مقال نشرته بمجلة البحرين الثقافية و جاء في شكل استعادة لجملة توجهت بها أم منى حاطوم لابنتها لتقول لها : أنت رسامة و لكن لم تعطنا لوجة لغرفة الجلوس. و الحال أن منى حاطوم بوصفها فنانة معاصرة، أي متباينة من الكلاسيكية على اعتبار أنها اتباعية. قد غادرت التشخيصية و بالتالي توقفت عن تقديس الفن. و معلوم أن التشخيصية ارتبطت تاريخيا برهان الحضارة على تجويل الثقافي إلى طبيعي، و بالتالي تحويل الكلام إلى كتابة و ذلك من أجل تكريس موقف عام متمحور حول الأغراض. و لهذا ثار الانطباعيون على التشخيصية لما تجسده من إفلاس رمزي: و ذلك على اعتبار اعتماد الأخير على المقاربات التى من شأنها أن تحول القيم التشاركية إلى وظائف صرف التى، بقدر تلاؤمها مع خيار التمحور حول إعطاء الأغراض للمرئية، بقدر عجزها على إدراك الوقائع الرهيفة. و لهذا ارتبط التجريد برد الاعتبار لرهافة الثقافي و بالتشديد على ضرورة ما أطلق عليه مصطلح خسوف الأغراض ضمن هذا السياق تأكدت الحاجة لاستزراع الكلام في الكتابة و من هذا المنظور لابد من عدم الغفلة عن حقيقة أن الشعب ليس سيّد الكتابة بقدر ما هو سيّد الكلام كما يحسن كذلك عدم الغفلة عن واقعة أن كل الفلاسفة المسلمين مهما تباينت درجة انخراطهم في الاغريقية اتفقوا على رفض تسييد الإرث الفني على الإرث الثقافي