احتضنت جامعة صفاقس اليوم الأربعاء 15 جوان 2022 جوان 2022 ندوة صحفية بمقر الجامعة من أجل التعريف بمسار التكوين في الصحة العمومية والذي يعتبر الأول من نوعه بجامعة صفاقس من حيث التكوين والمسار
الدكتور عبد الواحد المكني رئيس جامعة صفاقس اكد خلال افتتاحه الندوة الصحفية بحضور نائبيه و مختلف الفاعلين في هذا الاختصاص من أساتذة ومديرين وعمداء مؤسسات جامعية شريكة على انخراط جامعة صفاقس في دعم مسارات التكوين في مجال الصحة العمومية ،مشيرا أنه وباعتبار ان الصحة البيئية تعتبر اليوم من اهم الاوليات التي يجب العمل عليها في مسار التكوين الأكاديمي داخل اسوار الجامعة التونسية في علاقة بمسارات التكوين في مجال الصحة العمومية ،عملت جامعة صفاقس منذ سنوات قليلة على إرساء مسارات علمية جديدة في مجال التكوين في مجال الصحة العمومية والبيئية انطلاقا من الجودة والدقة والمرونة في سبيل بناء المغرب الأكاديمي الذي يجمع جل الاختصاصات في اطار التناهج
الدكتور عماد القرقوري منسق مسار الصحة العمومية والبيئية بجامعة صفاقس أن الجامعة عملت منذ السنة الجامعية 2015-2016 على بعث ماجستير بحث تحت عنوان “افريقية في الصحة العمومية البيئية” والذي يعتبر الاختصاص الأول من نوعه بجامعة صفاقس وبالجامعة التونسية والذي يتناول الصحة البيئية من خلال جميع الجوانب المتعلقة بالصحة البشرية للبيئة الطبيعية والبيئة الصناعية ومن خلال جميع العوامل الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية الخارجة عن الشخص وجميع العوامل ذات الصلة التي تؤثر على السلوكيات ،كما يشمل تقييم ومراقبة تلك العوامل البيئية التي يمكن أن تؤثر على الصحة
مشيرا أنه ومن ناحية ثانية في علاقة بهذا الاختصاص الذي يجمع بين الصحة والبيئة وفي زمن بتنا نعيش فيه على وقع الدمار البيئي وانتشار الأمراض والأوبئة نتيجة ما لحق البيئة من موت وتدمير هو ما دفع جامعة صفاقس الى تعزيز ماجستير افريقية في الصحة العمومية باختصاص ثان متعلق ببعث ماجستير ثان مهني في علوم الإحصاء وتحليل البيانات المطبقة على مجال الصحة في علاقة بالإنسان ومحيطه البيئي يدرس بكلية الطب بصفاقس بالشراكة مع كلية العلوم بصفاقس و المعهد التحضيري للدراسات الهندسية بصفاقس و المعهد العالي للبيوتكنولوجيا بصفاقس ومركز البيوتكنولوجيا بصفاقس والمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس والمعهد الوطني للصحة العمومية بتونس، باستعمال احدث الوسائل الرقمية و الطرق البيداغوجية للتدريس عن بعد
أكد مختلف المتدخلين على أن مسار الصحة العمومية انفردت جامعة صفاقس في بعثه منذ سنوات قليلة في سبيل توفير القيادة في الأمور الحرجة للصحة والاتصال مع الانسان مع مراقبة الوضع الصحي وتقييم الإتجاهات الصحية وتقديم مسارات واضحة للتدخل زمن الأزمات البيئية والصحية اكان من خلال البيانات وتحليلها أو من خلال وضع برمجيات في علاقة بالذكاء الاصطناعي من أجل التنبأ بحالات الإنذار والطوارئ التي قد يعيش على وقعها المجال الصحي والبيئي على وجه التحديد والتأهب للكوارث وغيرها من الخبرات التي سينتفع بها الطلبة المقبلين على هذا الاختصاص وما اقبلوا عليه في دفعات سابقة في رسم مسارات بحثية بيئية تتناول جودة الهواء، وسلامة الأغذية الى جانب إدارة المواد الخطرة، بما في ذلك إدارة النفايات ، ومعالجتها والبحث عن حلول في علاقة بالمحيط وكيفية تثمين النفايات ومعالجة مياه الصرف الصحي وأنظمة التخلص منها الى جانب كل ما يخص الصحة المهنية والنظافة الصناعية والمشاريع التي تخص المدينة
هذا وقد اشرف على التدريس و التأطير نخبة من الجامعيين من مختلف المؤسسات المشاركة من اختصاصات عديدة حيث يحتوي برنامج التكوين على مواد أساسية في علم الأوبئة و المقاربات الكمية في الصحة العمومية، الى جانب تصميم التجارب والنمذجة الإحصائية وإستراتيجيات تحليل البيانات متعددة الابعاد و الذكاء الى جانب البرمجة الإعلامية (Python et R) والاحصائيات البايزية و تصميم وتحليل التجارب السريرية
مسار بحثي جديد في علاقة بالصحة العمومية عملت جامعة صفاقس على بعثه في سبيل تمكين طلبتها من الانفتاح على الخبرات ومختلف الاختصاصات المتعددة والمتنوعة من خلال الاعتماد على احدث الوسائل الرقمية والطرق البيداغوجية للتدريس تحت اشراف نخبة من الجامعيين من مختلف المؤسسات المشاركة من اختصاصات عديدة
هذا ووجب التنويه بالدور الاساسي الذي لعبه الفريق البيداغوجي والمسير والتقني في إنجاح هذا المسار منذ سنته الاولى في سبيل ضمان اشعاعه وديمومته
خمسة سنوات متتالية من الدفعات ضمن هذا المسار الأكاديمي الجديد والتي احتضنته كلية الطب بصفاقس بالشراكة مع كلية العلوم بصفاقس و المعهد التحضيري للدراسات الهندسية و المعهد العالي للبيوتكنولوجيا ومركز البيوتكنولوجيا والمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس والمعهد الوطني للصحة العمومية بتونس ومعهد الاحصاء، الى جانب كلية الطب بالمنستير، وكلية العلوم بقفصة، كلية العلوم بتونس المنار مع شراكات أجنبية تضم عدة مؤسسات جامعية من كندا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية وخاصة المدرسة العليا للدراسات الصحية العمومية برين –فرنسا
شراكات متعددة جعلت من مسار التكوين في الصحة العمومية والبيئة يفرض نفسه بنفسه من خلال التكوين والانفتاح على الخبرات ومختلف الاختصاصات المتعددة والمتنوعة من خلال الاعتماد على احدث الوسائل الرقمية و الطرق البيداغوجية للتدريس تحت اشراف نخبة من الجامعيين من مختلف المؤسسات المشاركة من اختصاصات عديدة في سبيل الوقاية من الأمراض وخلق بيئات داعمة للصحة
وتجدر الإشارة الى ان التدريس والتقييم والامتحانات كلها تتم عن بعد باستعمال المنصة الرقمية لكلية الطب (https://www.moodle.devsfax.org) مع أربع حصص حضورية بيومين لكل واحدة موزعة على كامل فترة التدريس (التي امتدت ستة أشهر) لتدعيم مكتسبات الطلبة بأنشطة تطبيقية مباشرة
وضم مسار التكوين العديد من الطلبة في اختصاصات متنوعة (طلبة دكتوراه، جامعيين استشفائيين وصيادلة وباحثين ما بعد الدكتوراه الى جانب باحثين في مجال الانسانيات ) من الجمهورية التونسية ومن دول عربية وأوروبية
وعلى اثر الانتهاء من تدعيم الانشطة التطبيقية المباشرة يدخل الطلبة المشاركين في تربص تطبيقي يمتد على 6 أشهر بعد ايداع مشاريع التربص على المنصة الرقمية وتقييمها من طرف الفريق البيداغوجي
وقد تمحورت جل البحوث التي تم إنجازها ضمن هذا المسار في السنة الأخيرة حول خصائص جائحة فيروس كورونا (COVID19) من حيث الخصائص الوبائية وطرق العدوى والنمذجة الاحصائية ودراسة الوسائل الوقائية الأكثر نجاعة
مسار التكوين الجامعي في مجال الصحة العمومية ساهم في خلق مشاريع بحثية متنوعة في مجال الصحة والبيئة والذكاء الاصطناعي وساهم في التأسيس للاختصاصات المتناهجة تجمع بين العلوم الصحيحة وبين الانسانيات ومختلف الاختصاصات في اطار فلسفة جامعة صفاقس في بعث مسارات تكوينية متناهجة و فتح افاق تشغيلية واعدة لطلبتها تجمع بين التكوين المتين والتأطير المتميز وفي انخراط طلبتها كباحثين في الشأن الذي يخص الانسان والمحيط والبيئة والصحة العمومية
هذا وتنص منظمة الصحة العالمية على أن « الصحة البيئية تتناول جميع العوامل الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية الخارجة عن الشخص وجميع العوامل ذات الصلة التي تؤثر على السلوكيات، حيث يشمل ذلك تقييم ومراقبة تلك العوامل البيئية التي يمكن أن تؤثر على الصحة، وهو موجه نحو الوقاية من الأمراض وخلق بيئات داعمة للصحة »