عنوان الكتاب : في قراءة السرد الروائي من خلال نماذج من الرواية التونسّة المعاصرة
الكاتبة: دليلة شقرون أستاذة جامعيّة مساعدة بكلّيّة الآداب و العلوم الإنسانيّة بصفاقس متحصّلة على الدكتوراه في اللغة و الآداب العربيّة مختصّة في الدراسات السرديّة و تشتغل على نظريّة التطريس تنظيرا و تطبيقا
عضو بفريق بحث السرديات و التخصصات البيينية بمنوبة تونس
تقديم: أحمد السماوي
اللغة: عربية
سنة الإصدار: 2022
دار النشر: مكتبة علاء الدين
الإيداع القانوني: 9789938031164
إذا كان المؤلّف هو الذي يحتلّ السيادة في النقد الأدبّي التقليدي على حساب القارئ المؤوّل، فإنّ النقد الحديث أعاد الاعتبار إلى القارئ و أولاه المكانة التي هو جدير بها. وصارت مسألة القراءة تحتل منزلة مرموقة في أوساط النقد الأدبيّ في الزمن المعاصر خاصّة، منذ ستّينات القرن العشرين و سبعيناته. وقد أُفرِدت لها مدارس و تيّارات في العقود الأخيرة لما لها من أهميّة في مجال الإبداع و النقد الأدبيّن. ولكنّ التيّارات تعدّدت و التسميات كثرت وتعريفات القراءة والقارئ وماهيّاتهما تداخلت. ووراء انعدام الثبات الاصطلاحيّ وتعدّد الٱراء التنظيريّة والمفاهيم المتعلّقة بالقارئ المناط بعهدته العمل التأويليّ، يقف الدارس حائرا وسط كمّ هائل من المصطلحات متّصلة كلّها بالقارئ، علاوة على اللّبس المحيط بالمفهوم، لأنّ عملَ القراءة قد يتعدّى المكتوب إلى الرسوم واللوحات وشتّى أنواع الفنون، ويزداد الأمر تعقيدا حين يتعدّى هذا العملُ الخطابَ المكتوب إلى الخطاب الشفويّ، ناهيك عن اختلاف المصطلح بين اللسانيّن وأهل الأدب وعلماء الاجتماع والسرديّين. فالقارئ قد يعني الكائنَ الموجود خارج النصّ أو الممسكَ بالكتاب بعبارة ميشال شارل وقد يغدو كائنا مجرّدا ضمنيّا ماثلا في لغة الخطاب ويتشكّل في ثنايا اللّغة أثناء تشكّل النصّ ذاته بعبارة آيزر. والقارئ يختلف معناه من منظّر إلى آخر ومن تيّار إلى ٱخر، وإن اتّفق جميع ممثّلي نظريّة التلقّي على دوره الرئيس في خلق النصّ أو إعادة خلقه