عنوان الكتاب: تساوق الأنطولوجي والسياسي في الأثر الفني (كيان الفنَّان وسؤال الأوطان)
الكاتب: المولدي عزديني
تقديم: خليل قويعة
سلسلة: فنون
دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع، عَمَّان – الأردن
الطبعة الأولى 2021
2 الرابط
الملخّص
عندما يشعر المرء بتناهيه مادَّةً وروحا، وأرضا وكيانا أو مدينة ووطنا، فله من جهة التشريع الفلسفي، أن يلوذ بآخر أقاليمه من الإبداع الفنِّي بحثا عمّا عساه أن يكون المعنى الحق لتدبير المدينة. أمَّا إنْ وافق وتفلَّتت من قُدَّام عزمه وحُلمه سويَّةُ الفعلِ الحرِّ كلِّه، فله وقتئذ أن يقاوم ولو ميتافيزيقيًّا من أجل صورة ممكنة لأرض غير سليبة أو شبه حرَّة. ولعلّ، فنون الرَّسم والنحت والشعر هي آخر ما تبقَّى اليوم من الأدبيات-الأقاليم ذات الوُسْع الميتافيزيقي، هذا الذي قد تتفتَّق معه المخيّلة الفنية مكتفيةً بتشكيل عوالم لم تعُد، وبأخرى قد تنبسط النَّفس البشرية بحُسْنها وجمالها. إنَّها الحدود الخيالية المبدَعة وقد عكست وضعيات كينونية قصوى. هو ذا ما يلوِّح به أو يسعى إليه «مجسَّم النّحت المتحرّك» للشاعر-الفنَّان العراقي سمير مجيد البياتي. أمَّا عن ملكتَيْ الإبصار والبصيرة فلهما من الجهة الأخرى لدى الناقد الفني ممكنات تأويل أثر الفنون واستشكالها لا في النَّفس وحسب، وإنَّما أيضا في المصائر السياسية لتواريخ الأرض واستحالاتها الأنطولوجية. هي ذي بعض من حدود الوضعية البشرية الغليظة التي قد ترتجُّ معها المخيّلة الفلسفية، بل والمخيّلة الفنية نفسها. ومن ثمّ، ليس للمرء من بدّ ميتافيزيقي سوى استلاف عافية كيانه الكبرى من معارك أدنى أحياز الأرض وانتشال حرية وطنه الصغرى من آخرها بعثًا للأمل. لهذا وذاك، تَمْثل فلسفة القيم النقدية كرها أمام أضيق حيّز هو حقًّا من أعسر حتميات المادَّة، كتفلُّت سجين أبي غريب من حبسه، أو أيسرها كتفلُّت الفنَّان البياتي أحيانا من قبوه لحظة عرضه
Pour soumettre un ouvrage à la Bibliothèque Digitale de l’Université de Sfax, merci de consulter ce lien.